كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


يأجوج ومأجوج

39732- عن النواس بن سمعان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أريت أن ابن مريم يخرج من تحت المغارة البيضاء شرقي دمشق واضعا يده على أجنحة الملكين بين ربطتين ممشقتين، إذا أدنى رأسه قطر، وإذا رفع رأسه تحادر منه جمان كاللؤلؤ، يمشي وعليه السكينة والأرض تقبض له، ما أدرك نفسه من كافر مات، ويدرك نفسه حيث ما أدرك بصره حتى يدرك بصره في حصونهم وقرباتهم حتى يدرك الدجال عند باب لد فيموت، ثم يعمد إلى عصابة من المسلمين عصمهم الله بالإسلام، وينزل الكفار ينتفون لحاهم وجلودهم، فتقول النصارى‏:‏ هذا الدجال الذي أنذرناه وهذه الآخرة، ومن مس ابن مريم كان من أرفع الناس قدرا، ويعظم مسه، ويمسح على وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم من الجنة، فبينما هم فرحون بما هم فيه إذ خرجت يأجوج ومأجوج فيوحى إلى المسيح أني قد أخرجت عبادا لي لا يستطيع قتلهم إلا أنا فاحرز عبادي إلى الطور، فيمر صدر يأجوج ومأجوج على بحيرة طبرية فيشربونها، ثم يقبل آخرهم فيركزون رماحهم فيقولون‏:‏ لقد كان ههنا مرة ماء، حتى إذا كانوا حيال بيت المقدس قالوا‏:‏ قد قتلنا من في الأرض فهلموا نقتل من في السماء‏!‏ فيرمون نبلهم إلى السماء، فيردها الله مخضوبة بالدم، فيقولون‏:‏ قد قتلنا من في السماء‏!‏ ويتحصن ابن مريم وأصحابه حتى يكون رأس الثور ورأس الجمل خيرا من مائة دينار اليوم‏.‏

‏(‏كر وقال‏:‏ كذا قال ‏(‏المغارة‏)‏ وهو تصحيف‏:‏ وإنما هو‏(‏المنارة‏)‏‏)‏‏.‏

39733- عن وهب بن جابر عن عبد الله بن عمرو أراه رفعه قال‏:‏ يأجوج ومأجوج من ولد آدم‏!‏ قال‏:‏ نعم، ومن ورائهم ثلاث أمم‏:‏ تأويل وتأريس ومنسك، يلد الرجل من صلبه ألفا‏.‏

‏(‏ق، كر‏)‏‏.‏

الخسف والمسخ

39734- عن عبد الرحمن بن صخار عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل حتى يقال للرجل‏:‏ من نبي فلان؛ قال فعرفت أن العرب تدعى إلى قبائلها وأن العجم تدعى إلى قراها‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

39735- عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ تخرج معادن مختلفة قريب يقال لها‏:‏ فرعون ذهب يذهب إليه شرار الناس، وبينما هم يعملون فيه إذ خسر لهم عن الذهب فأعجبهم معتملة إذ خسف به وبهم‏.‏

‏(‏نعيم‏)‏‏.‏

39736- عن عبد الله بن عمر قال، ليخسفن بالدار إلى جنب الدار وبالدار إلى جنب الدار‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

39737- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا بد من خسف ومسخ ورجف‏!‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ في هذه الأمة قال‏:‏ نعم، إذا اتخذوا القيان، واستحلوا الزنا، وأكلوا الربا واستحلوا الصيد في الحرم، ولبس الحرير، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء‏.‏

‏(‏ابن النجار‏)‏‏.‏

الدابة

39738- عن ابن شوذب قال قال عمر‏:‏ لا تخرج دابة الأرض حتى لا يبقى في الأرض مؤمن‏.‏

‏(‏نعيم بن حماد‏)‏‏.‏

39739- ‏{‏من مسند حذيفة بن أسيد الغفاري‏}‏ الدابة تكون لها ثلاث خرجات من الدهر‏:‏ فتخرج خرجة من أقصى اليمن حتى ينشر ذكرها في أهل البادية ولا يدخل ذكرها القرية يعني مكة، ثم تمكث زمانا طويلا بعد ذلك، ثم تخرج خرجة أخرى قريبا من مكة فينتشر ذكرها في أهل البادية وينشر ذكرها بمكة ثم تكمن زمانا طويلا، ثم بينما الناس يوما بأعظم المساجد على الله حرمة وخيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي في ناحية المسجد ترغو ما بين الركن والمقام إلى باب بني مخزوم على الخارج الخارج من المسجد تنفض عن رأسها التراب فارفض الناس عنها شتى ومعا، وتثبت لها عصابة من المؤمنين وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله، فبدت بهم فجلت وجوههم حتى تجعلها كأنها الكواكب الدرية، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى أن الرجل ليقوم يتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان الآن تصلي‏!‏ فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ثم تذهب، ويتجاور الناس في دورهم وفي أسفارهم ويشتركون في الأموال ويصطحبون في الأمصار ويعرف المؤمن من الكافر، حتى أن المؤمن ليقول للكافر يا كافر‏!‏ أقضني حقي، وحتى أن الكافر ليقول للمؤمن -‏:‏ يا مؤمن أقضني حقي‏.‏

‏(‏ط، طب، ك وتعقب، ق، في البعث، وعبد بن حميد في تفسيره - عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري‏)‏‏.‏

39740- عن عاصم بن حبيب بن صبهان قال‏:‏ سمعت عليا على المنبر يقول‏:‏ إن دابة الأرض تأكل بفيها وتحدث من إستها؛ فقال له رجل‏:‏ أشهد أنك تلك الدابة‏!‏ فقال له علي قولا شديدا‏.‏

‏(‏عق‏)‏‏.‏

الريح الصفراء

39741- عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ يبعث ريحا غبراء قبل يوم القيامة فتقبض روح كل مؤمن فيقال‏:‏ فلان قبض روحه وهو في المسجد، وفلان قبض روحه وهو في سوقه‏.‏

‏(‏نعيم‏)‏‏.‏

ذيل الأشراط

39742- ‏{‏من مسند بريدة بن الخصيبْ‏}‏ عن بريدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ رأس مائة سنة تبعث ريح طيبة باردة يقبض فيها روح كل مسلم‏.‏

‏(‏أبو نعيم‏)‏‏.‏

نفخ الصور

39743- ‏{‏من مسند ابن عباس‏}‏ لما نزلت ‏(‏فإذا نقر في الناقور‏)‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ‏!‏ فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ فكيف نقول‏؟‏ قال قولوا‏:‏ حسبنا الله ونعم الوكيل‏!‏ على الله توكلنا‏.‏

‏(‏ش، طب وابن مردويه؛ وهو حسن‏)‏‏.‏

39744- عن الأرقم بن الأرقم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى الجبهة وأصغى السمع ينتظر متى يؤمر‏!‏ فلما سمعه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد ذلك عليهم وقالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ كيف نصنع‏؟‏ قال‏:‏ قولوا‏:‏ حسبنا الله ونعم الوكيل‏.‏

‏(‏البارودي، وقال‏:‏ كذا في كتابي فلا أدرى مني أو ممن حدثني‏!‏ وقال أيوب‏:‏ زيد بن أرقم‏)‏‏.‏

البعث والحشر

39745- عن أنس قال‏:‏ قلت للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا رسول الله‏!‏ أين الناس يوم القيامة‏؟‏ قال‏:‏ في خير أرض الله وأحبها إليه الشام وهي أرض فلسطين والإسكندرية من خير الأرضين، المقتولون فيها لا يبعثهم الله إلى غيرها، فيها قتلوا ومنها يبعثون ومنها يحشرون ومنها يدخلون الجنة‏.‏

‏(‏كر - وسنده ضعيف‏)‏‏.‏

باب في أمور تقع بعد البعث

الحساب

39746- ‏{‏من مسند بريدة بن الخصيب الأسلمي‏}‏ عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما من أحد إلا سيسأله رب العالمين ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان‏.‏

‏(‏أبو نعيم‏)‏‏.‏

39747- عن سليمان بن عامر حدثنا مقداد بن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم مقدار ميل - قال سليمان بن عامر‏:‏ فوالله ما أدري ما يعني بالميل المسافة أم الميل الذي يكحل به العين - فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما - وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فمه‏.‏

‏(‏م ت كتاب الجنة رقم 2864‏)‏‏.‏

39748- عن أبي موسى قال‏:‏ يؤتى بالعبد يوم القيامة فيستره ربه بينه وبين الناس فيرى خيرا فيقول‏:‏ قد قبلت، ويرى سيئا فيقول‏:‏ قد غفرت، فيسجد عند الخير والشر، فيقول الناس‏:‏ طوبى لهذا العبد الذي لم يعمل شرا قط‏.‏

‏(‏ق في البعث؛ وقال‏:‏ هذا موقوف ولا يقوله إلا توقيفا‏)‏‏.‏

39749- عن أبي هريرة قال‏:‏ جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ من يحاسب الخلق يوم القيامة يا رسول الله‏؟‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم الله عز وجل، فقال الأعرابي‏:‏ نجونا ورب الكعبة‏!‏ فقال‏:‏ وكيف يا أعرابي‏؟‏ فقال‏:‏ إن الكريم إذا قدر عفا‏.‏

‏(‏ابن النجار‏)‏‏.‏

الشفاعة

39750- ‏{‏مسند الصديق‏}‏ عن أبي هنيدة البراء بن نوفل عن والان العدوي عن حذيفة عن أبي بكر رضي الله عنه قال‏:‏ أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله، فقال الناس لأبي بكر‏:‏ ألا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط‏؟‏ فسأله فقال‏:‏ نعم، عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة، يجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد ففظع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم والعرق يكاد يلجمهم فقالوا‏:‏ يا آدم‏!‏ أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك الله، اشفع لنا إلى ربك‏!‏ قال‏:‏ لقد لقيت مثل الذي لقيتم فانطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح ‏(‏إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين‏)‏ فينطلقون إلى نوح فيقولون‏:‏ اشفع لنا إلى ربك فأنت اصطفاك الله واستجاب لك دعائك ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا، فيقول‏:‏ ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى إبراهيم فإن الله اتخذه خليلا فينطلقون إلى إبراهيم فيقول‏:‏ ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى موسى فإن الله كلمه تكليما، فيقول موسى‏:‏ ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى ابن مريم، فإنه يبريء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، فيقول عيسى‏:‏ ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم، فإنه أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، انطلقوا إلى محمد فيشفع لكم إلى ربكم‏.‏

فينطلق، فيأتي جبريل ربه عز وجل فيقول الله تعالى‏:‏ ائذن‏؟‏‏؟‏ له وبشره بالجنة‏!‏ فينطلق به جبريل فيخر ساجدا قدر جمعة، ويقول الله تعالى‏:‏ ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع فيرفع رأسه، فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة أخرى، فيقول الله تعالى له‏:‏ ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع‏!‏ فيذهب ليقع ساجدا فيأخذ جبريل بضبعيه فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر قط، فيقول‏:‏ أي رب‏!‏ خلقتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، حتى أنه ليرد على الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة، ثم يقال‏:‏ ادعوا الصديقين، فيشفعون، ثم يقال‏:‏ ادعوا الأنبياء، فيجيء النبي ومعه العصابة، والنبي ومعه الخمسة والستة، والنبي وليس معه أحد، ثم يقال‏:‏ ادعوا الشهداء، فيشفعون لمن أرادوا، فإذا فعلت الشهداء ذلك يقول الله‏:‏ أنا أرحم الراحمين‏!‏ أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا‏!‏ فيدخلون الجنة، ثم يقول الله عز وجل‏:‏ انظروا في النار هل تلقون من أحد عمل خيرا قط‏؟‏ فيجدون في النار رجلا، فيقول له‏:‏ هل عملت خيرا قط‏؟‏ فيقول‏:‏ لا، غير أني كنت أسامح الناس في البيع فيقول الله‏:‏ أسمحوا لعبدي كاسماحه إلى عبيدي‏!‏ ثم يخرجون من النار رجلا، فيقول له‏:‏ هل عملت خيرا قط‏؟‏ فيقول‏:‏ لا، غير أني قد أمرت ولدي‏:‏ إذا مت فأحرقوني بالنار ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا بي إلى البحر فاذروني في الريح فوالله لا يقدر علي رب العالمين أبدا‏!‏ فقال الله‏:‏ لم فعلت ذلك‏؟‏ قال‏:‏ من مخافتك، فيقول الله تعالى‏:‏ انظر إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله‏!‏ فيقول‏:‏ لم تستخر بي وأنت الملك‏!‏ وذلك الذي ضحكت منه من الضحى‏.‏

‏(‏حم، وابن المديني في كتابه تعليل الأحاديث المسندة والدارمي، وابن راهويه، والحارث، والبزار وقال‏:‏ تفرد به البراء بن نوفل عن والان ولا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث، وابن أبي عاصم في السنة، ع، والشاشي، وأبو عوانة، وابن خزيمة وقال في أوله‏:‏ إن صح الخبر، ثم قال في آخره‏:‏ إنما استثنيت صحة الخبر في الباب لأني في الوقت الذي ترجمت الباب لم أكن أحفظ عن والان خبرا غير هذا ولا راويا غير البراء ثم وجدت له خبرا ثانيا وراويا‏؟‏‏؟‏ آخر قد روى عنه مالك بن عمر الحنفي، حب، قط في العلل وقال‏:‏ والان مجهول والحديث غير ثابت، والأصبهاني في الحجة، ض‏)‏‏.‏

39751- ‏{‏من مسند جابر بن عبد الله‏}‏ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي‏.‏ قلت ما هذا يا جابر‏؟‏ قال‏:‏ نعم يا محمد‏!‏ إنه من زادت حسناته فذاك الذي يدخل الجنة بغير حساب، ومن استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل الجنة، وإنما شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوبق نفسه وأثقل ظهره‏.‏

‏(‏ق في البعث، كر، ه‏)‏‏.‏

39752- عن عوف بن مالك قال؛ عرس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوسد كل إنسان منا ذراع راحلته، فانتبهت في بعض الليل، فإذا أنا لا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند راحلته، فأفزعني ذلك، فانطلقت التمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا انا بمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري وإذا هما قد أفزعهما ما أفزعني، نحن كذلك إذ سمعنا هزيزا بأعلى الوادي كهزيز الرحى، فأخبرناه بما كان من أمرنا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتاني الليلة آت من ربي عز وجل فخيرني بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة؛ فقلت‏:‏ أنشدك الله يا نبي الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك‏!‏ قال‏:‏ فإنكم من أهل شفاعتي فانطلقنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى الناس، فإذا هم قد فزعوا حين فقدوا نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتاني آت من ربي فخيرني بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة؛ فقالوا ننشدك الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك‏!‏ فلما انضموا عليه قال نبي الله صلى الله عليه وسلم، فإني أشهد من حضر أن شفاعتي لمن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا‏.‏

‏(‏البغوي، كر‏)‏‏.‏

تتمة الشفاعة

39753- ‏{‏مسند عبد الله بن بسر النصري والد عبد الواحد‏}‏ قال كر‏:‏ له صحبة ورواية، عنه ابنه عبد الواحد وعمرو بن روبة عن الأوزاعي عن عبد الواحد بن عبد الله بن بسر قال حدثني أبي قال‏:‏ بينما نحن بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل فقمنا في وجهه فقلنا‏:‏ يا رسول‏!‏ سرك الله‏!‏ إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إمن جبريل أتاني آنفا فبشرني أن الله قد أعطاني الشفاعة، فقلنا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ أفي بني هاشم خاصة‏؟‏ قال‏:‏ لا، فقلنا‏:‏ أفي قريش عامة‏؟‏ قال‏:‏ لا، قلنا‏:‏ في أمتك‏؟‏ قال‏:‏ هي في أمتي للمذنبين المثقلين‏.‏

‏(‏طب، كر‏)‏‏.‏

39754- ‏{‏من مسند ابن عباس‏}‏ ما من نبي إلا و له دعوة كلهم قد تنجزها في الدنيا وإني ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، ألا‏!‏ وإني سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد تحته آدم فمن دونه ولا فخر، ويشتد كرب ذلك اليوم على الناس فيقولون‏:‏ انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر فليشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا، فيأتون آدم فيقولون‏:‏ أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته‏!‏ فاشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا‏.‏

فيقول‏:‏ إني لست هناكم، إني أخرجت من الجنة بخطيئتي، فإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا نوحا أول النبيين، فيأتون نوحا فيقولون‏:‏ اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا، فيقول‏:‏ لست هناكم، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله، فيأتون إبراهيم فيقولون‏:‏ اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا، فيقول‏:‏ إني لست هناكم، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات، فإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي - والله ما حاول بهن إلا عن دين الله، قوله‏:‏ ‏(‏إني سقيم‏)‏ وقوله ‏(‏بل فعله كبيرهم هذا‏)‏ وقوله لسارة‏:‏ قولي‏:‏ إنه أخي - ولكن ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالاته وبكلامه، فيأتون موسى فيقولون‏:‏ اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا، فيقول‏:‏ إني لست هناكم، إني قتلت نفسا بغير نفس، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقولون‏:‏ اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا، فيقول‏:‏ إني لست هناكم، إني اتخذت وأمي إلهين من دون الله ولكن أرأيتم لو أن متاعا في وعاء قد ختم عليه أكان يوصل إلى ما في الوعاء حتى يفض الخاتم‏؟‏ فيقولون لا، فيقول إن محمدا قد حضر اليوم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‏.‏

فيأتيني الناس فيقولون‏:‏ اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا، فأقول‏:‏ أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى مناد‏:‏ أين أحمد وأمته‏؟‏ فأقوم فتتبعني أمتي غر محجلون من أثر الوضوء والطهور فنحن الآخرون الأولون، أول من يحاسب، وتفرح لنا الأمم عن طريقنا، وتقول الأمم‏:‏ كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها، فأنتهي إلى باب الجنة فأستفتح فيقال‏:‏ من هذا‏؟‏ فأقول‏:‏ أحمد‏!‏ فيفتح لي فأنتهي إلى ربي وهو على كرسيه فأخر ساجدا فأحمد ربي بمحامد لم يحمده أحد بها قبلي ولا يحمده بها أحد بعدي، فيقال لي‏:‏ ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فيقال‏:‏ فاذهب فأخرج من النار من كان في قلبه من الخير كذا وكذا‏!‏ فأنطلق فأخرجهم، ثم أرجع إلى ربي فأخر ساجدا فيقال لي‏:‏ ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه فيحد لي حدا فأخرجهم‏.‏

‏(‏ط، حم‏)‏‏.‏

39755- عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ نعم الرجل أنا لشرار أمتي‏!‏ فقال له رجل من مزينة‏:‏ يا رسول الله‏!‏ أنت لشرارهم فكيف لخيارهم‏!‏ قال‏:‏ خيار أمتي يدخلون الجنة بأعمالهم وشرار أمتي ينتظرون شفاعتي، ألا‏!‏ إنها مباحة يوم القيامة لجميع أمتي إلا رجل ينتقص أصحابي‏.‏

‏(‏الشيرازي في الألقاب وابن النجار‏)‏‏.‏

39756- عن ابن مسعود قال قال رجل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ما المقام المحمود‏؟‏ قال‏:‏ ذاك يوم ينزل الله عز وجل على عرشه فيئط كما يئط الرجل الجديد من تضيقاته‏.‏

‏(‏الديلمي‏)‏‏.‏

39757- عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال‏:‏ انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فانخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه فما خرجنا حتى ما في الناس أحد أحب إلينا من رجل دخلنا عليه، فقال قائل منا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان‏؟‏ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال‏:‏ لعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان‏!‏ إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة فمنهم من اتخذها - وفي لفظ‏:‏ اتخذ بها - دنيا فأعطيها، ومنهم من دعا على قومه لما عصوه فأهلكوا بها، وإن الله أعطاني دعوة اختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة‏.‏

‏(‏البغوي وقال‏:‏ لا أعلم روى ابن أبي عقيل غير هذا الحديث، وهو غريب لم يحدث به إلا من هذا الوجه، وابن منده، كر‏)‏‏.‏

39758- ‏{‏مسند علي‏}‏ عن حرب بن شريح قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين‏:‏ جعلت فداك‏!‏ أرأيت هذه الشفاعة التي يتحدث بها بالعراق أحق هي‏؟‏ قال‏:‏ شفاعة ماذا‏؟‏ قلت‏:‏ شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ حق والله‏!‏ إي والله‏!‏ لحدثني عمي محمد بن علي ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أشفع لأمتي حتى يناديني ربي فيقول‏:‏ أرضيت يا محمد‏؟‏ فأقول‏:‏ نعم رضيت‏:‏ ثم أقبل علي فقال‏:‏ إنكم تقولون يا معشر العراق إن أرجى آية في كتاب الله ‏(‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم‏)‏‏؟‏ قلت‏:‏ إنا لنقول ذلك، قال‏:‏ ولكنا أهل البيت نقول‏:‏ إن أرجى آية في كتاب الله ‏(‏ولسوف يعطيك ربك فترضى‏)‏ وهي الشفاعة‏.‏

‏(‏ابن مردويه‏)‏‏.‏

39759- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ والذي نفسي بيده‏!‏ إني لسيد الناس يوم القيامة ولا فخر، وإن بيدي لواء الحمد وإن تحته آدم ومن دونه ولا فخر، ينادي الله يومئذ آدم فيقول‏:‏ يا آدم‏!‏ فيقول‏:‏ لبيك رب وسعديك‏!‏ فيقول‏:‏ أخرج من ذريتك بعث النار، فيقول‏:‏ يا رب‏!‏ وما بعث النار‏؟‏ فيقول‏:‏ من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فيخرج ما لا يعلم عدده إلا الله، فيأتون آدم فيقولون‏:‏ يا آدم‏!‏ أنت أكرمك الله وخلقك بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك جنته وأمر الملائكة فسجدوا لك فاشفع لذريتك أن لا تحرق اليوم بالنار، فيقول آدم‏:‏ ليس ذلك إلي اليوم ولكن سأرشدكم، عليكم بنوح‏!‏ فيأتون نوحا فيقولون‏:‏ يا نوح‏!‏ اشفع لذرية آدم، فيقول‏:‏ ليس ذلك إلي اليوم ولكن عليكم بعبد اصطفاه الله بكلامه ورسالته وصنع على عينه وألقى عليه محبة منه موسى وأنا معكم، فيأتون موسى فيقولون‏:‏ يا موسى‏!‏ أنت عبد اصطفاك الله برسالته وبكلامه وصنعت على عينه وألقى عليك محبة منه، اشفع لذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار‏!‏ فيقول‏:‏ ليس ذلك إلي اليوم، عليكم بروح الله وكلمته عيسى‏!‏ فيأتون عيسى فيقولون‏:‏ يا عيسى أنت روح الله وكلمته اشفع لذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار، فيقول‏:‏ ليس ذلك إلي اليوم ولكن سأرشدكم، عليكم بعبد جعله الله رحمة للعالمين أحمد وأنا معكم‏!‏

فيأتون أحمد فيقولون‏:‏ يا أحمد جعلك الله رحمة للعالمين، اشفع لذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار، فأقول‏:‏ نعم، أنا صاحبها، فآتي حتى آخذ بحلقة باب الجنة فيقال‏:‏ من هذا‏؟‏ أحمد‏!‏ فيفتح لي فإذا نظرت إلى الجبار لا إله إلا هو خررت ساجدا، ثم يفتح لي من التحميد والثناء على الرب شيئا لا يفتح لأحد من الخلق، ثم يقال‏:‏ ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأقول‏:‏ يا رب‏!‏ ذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار‏!‏ فيقول الرب جل جلاله‏:‏ اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قدر قيراط من إيمان فأخرجوه‏!‏ ثم يعودون إلي فيقولون‏:‏ ذرية آدم لا يحرقون اليوم بالنار‏!‏ فآتي حتى آخذ بحلقة الجنة فيقال‏:‏ من هذا‏؟‏ فأقول‏:‏ أحمد‏!‏ فيفتح لي فإذا نظرت الجبار لا إله إلا هو خررت ساجدا مثل سجودي أول مرة ومثله معه، فيفتح لي من الثناء على الرب والتحميد مثل ما فتح لي أول مرة، فيقال‏:‏ ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأقول‏:‏ يا رب‏:‏ ذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار‏!‏ فيقول الرب‏:‏ اذهبوا من وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه‏!‏ ثم آتي حتى أصنع مثل ما صنعت أول مرة فإذا نظرت إلى الجبار عز جلاله خررت ساجدا فأسجد كسجودي أول مرة ومثله معه، فيفتح لي من الثناء والتحميد مثل ذلك، ثم يقال‏:‏ ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع، فأقول‏:‏ يا رب‏!‏ ذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار‏!‏ فيقول الرب‏:‏ اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه، فيخرجون ما لا يعلم عدده إلا الله ويبقى أكثر؛ ثم يؤذن لآدم في الشفاعة فيشفع لعشرة آلاف ألف، ثم يؤذن للملائكة والنبيين فيشفعون، ثم يؤذن للمؤمنين فيشفعون، وإن المؤمن يشفع يومئذ لأكثر من ربيعة ومضر‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

الحوض

39760- عن عمرو بن مرة عن مرة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ألا‏!‏ إني فرطكم على الحوض، أنظركم ومكاثر بكم الأمم فلا تسودوا بوجهي‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

39761- عن أم سلمة قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر‏:‏ إني سلف لكم على الكوثر، بينا عليه إذ مر بكم ارسالا فيخالف بهم فأنادي‏:‏ هلم‏!‏ فينادي مناد‏:‏ ألا‏!‏ إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول‏:‏ ألا سحقا‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏(‏أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب اثبات الحوض‏.‏‏.‏‏.‏ رقم 3391‏.‏ ص‏)‏‏.‏

39762- ‏{‏مسند أسامة‏}‏ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب يوما فلم يجده فسأل امرأته عنه وكانت من بني النجار فقالت‏:‏ خرج بأبي أنت آنفا عامدا نحوك فاطمة أخطأك في بعض أزقة بني النجار، أفلا تدخل يا رسول الله‏؟‏ فدخل فقدمت إليه حيسا فأكل منه، فقالت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ هنيئا لك ومريئا‏!‏ لقد جئت وأنا أريد أن آتيك أهنئك وأمرئك، أخبرني أبو عمارة أنك أعطيت نهرا في الجنة يدعى الكوثر‏!‏ قال‏:‏ أجل، وعرصته ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ، قالت‏:‏ أحببت أن تصف لي حوضك بصفة أسمعها منك، فقال‏:‏ هو ما بين أيلة وصنعاء، فيه أباريق ميل عدد النجوم وأحب واردها على قومك يا بنت فهد - يعني الأنصار‏.‏

‏(‏طب، ك؛ قال الحافظ ابن حجر في الأطراف‏:‏ فيه حرام بن عثمان ضعيف جدا‏)‏‏(‏أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ‏(‏10/363‏)‏ وقال رواه الطبراني وفيه حرام بن عثمان وهو متروك‏.‏ ص‏)‏‏.‏

39763- ‏{‏مسند أنس‏}‏ عن ابن شهاب أنه سمع أنس بن مالك يقول في الكوثر‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هو نهر أعطانيه ربي أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيها طيور أعناقها كأعناق الجزر؛ فقال عمر بن الخطاب‏:‏ إنها يا رسول الله لناعمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أكلها أنعم منها‏.‏

‏(‏ق في البعث‏)‏‏.‏

39764- عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما عرج بي إلى السماء أتيت على نهر في السماء السابعة عجاج يطرد أقوم من السهم وإذا حافتاه قباب در مجوف، فقلت‏:‏ ما هذا يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فذقته فإذا هو أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن، فضربت بيدي إلى حمأته فإذا حمأته مسكة ذفرى، وضربت بيدي إلى رضراضه فإذا در‏.‏

‏(‏ابن النجار‏)‏‏.‏

39765- عن أنس قال‏:‏ دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ قد أعطيت الكوثر‏!‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ وما الكوثر‏؟‏ قال‏:‏ نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث أبدا، لا يشربه إنسان أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي‏.‏

‏(‏أبو نعيم‏)‏‏.‏

الصراط

39766- عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الله عز وجل يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا منه على عباده، وأما عند الصراط فإن الله يعطي كل مؤمن نورا وكل مؤمنة نورا وكل منافق نورا، فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات فقال المنافقون‏:‏ انظرونا نقتبس من نوركم‏!‏ وقال المؤمنون‏:‏ ربنا أتمم لنا نورنا‏!‏ فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا‏.‏

‏(‏طب‏)‏‏.‏

39767- عن رجل من كندة قال‏:‏ دخلت على عائشة وبيني وبينها حجاب فقلت‏:‏ أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إنه يأتي عليه ساعة لا يملك فيها لأحد شفاعة‏؟‏ فقالت‏:‏ لقد سألته وإنا لفي شعار واحد فقال‏:‏ نعم، حين يوضع الصراط، وحين تبيض وجوه وتسود وجوه، وعند الجسر حين يسجر ويستحد حتى يكون مثل شفرة السيف ويسجر حتى يكون مثل الجمرة، فأما المؤمن فيجوزه ولا يضره، وأما المنافق فينطلق حتى إذا كان في وسطه حرق قدميه فيهوي بيده إلى قدميه - فهل رأيت من رجل يسعى حافيا فيأخذ شوكة حتى يكاد ينفذ قدميه‏!‏ فإنه كذلك يهوي بيديه إلى قدميه، فتضربه الزبانية بخطاف في ناصيته فيطرح في جهنم يهوي فيها خمسين عاما؛ فقلت‏:‏ أيثقل‏؟‏ قال يثقل خمس خلفات،‏(‏فيومئذ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام‏)‏‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏(‏ذكره السيوطي في الدر المنثور‏:‏ 6/145 وابن كثير قال‏:‏ حديث غريب‏.‏ ص‏)‏‏.‏

الميزان

39768- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الله يعتذر إلى آدم يوم القيامة بثلاثة معاذير‏:‏ يقول الله تعالى‏:‏ يا آدم‏!‏ لولا أني لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والخلف وأوعدت عليه لرحمت اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب، ولكن حق القول مني لمن كذب رسلي وعصى أمري لأملأن جهنم منهم أجمعين؛ ويقول الله تبارك وتعالى‏:‏ يا آدم‏!‏ إني لا أدخل أحدا من ذريتك النار ولا أعذب أحدا منهم بالنار إلا ما علمت في سابق علمي أني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر ما كان فيه لم يراجع ولم يعتب؛ ويقول له‏:‏ يا آدم‏!‏ قد جعلتك اليوم حكما بيني وبين ذريتك، قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم، فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة، حتى تعلم أني لا أدخل النار منهم إلا ظالما‏.‏

‏(‏الحكيم‏)‏‏.‏